5 [ربيع ثاني] لحظات احتياج~

فِ لحظات العمر تغمرنا ليالٍ عدة مليئة بالآسى والألمـ .. نمر بها مُكبلين بين حنايا الحنين والفَقد … فتارتاد علينا لحظات من التمرد و العصيان, حينها فقط نعلمـ أن أرواحنا باتت منهكهـ حقاً وأنها فِ أشد لحظات الاحتياج..

لحظات احتياجنا تلكـ هي للمولى, فهو الوحيد القادر على افراج الكرب وترطيب القلب وتهذيب النفس.. وهذا مَ كنت فِ أشد الحاجة إليهـ~

فِ اليوم الخامس من شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة وألف للهجرهـ ذهبنا لقضاء العمرهـ فِ بيت الله الحرامـ ..

بدأنا العمرهـ  حوالي الساعة الثالثة صباحاً.. بعد أن قضينا قُرابة الساعتين في طريقنا إلى مكهـ, شعرت بقليل من الخوف كنت أشعر أنني لن أعود مرة أخرى, وزاد قلقي عندما أخبرتني صديقتي أنها تشعر بالخوف والقلق أيضاً.. حاولت جاهدة أن أقاوم ذلكـ الشعور بـ الضحكـ  مع أختي وتبادل بعض الأحاديث المُبهجة.

أثناء الطريق حاولت أنا أقضي لحظات السفر فِ الدعاء ولكنني لمـ أستطع أن أكف الحديث عن السياسة وتبادل الأراء والنقاشات حول مَ يجري فِ الأرجاء.. ففي الآوانة الأخيرهـ أصبحت لا أكف الحديث عن السياسة مع الكثير من الأشخاص حتى بت أشعر أنني أزعجهمـ .. ولكن هناكـ فِ القلب حرقة لمـ أستطع تهدأتها,, خصوصا وأنا أرى كيف أننا فِ بلدنا نُدمر والأخرين لا يكفون عن تشجيع النزاعات بين أبناء شعبي.. تباً لهمـ!

عند رؤيتي للحرمـ المكي  شعرت براحة عجيبة فرسمت ابتسامة رحلت بي لعالمـ آخر كاد أن ينسيني استغلال تلك اللحظات فِ [الدعاء..

حاولت أن التقط بعض الصور التي أحببت أن أراها كلما ضاقت عليّ روحي .. فالنظر إليها كفيل بإزاحت بعض من الألمـ..

من بين الصور التي أحب كانت تلكـ الساعة الشامخة في أرجاء مكة والتي أود أن تصبح أهم تحديث زمني فِ العالمـ .. يَ رب

لم أستطع البقاء هنا أكثر فلمـ يكن لدينا الكثير من الوقت كما أننا لمـ نبدأ العمرة بعد..

بعد انتهاءنا من الطواف ألتقطت صورة لبقية المعتمرين الذين تجاوز عددهم عما كنت أتوقع ..

حاولت أنا ألتقط العديد من الصور ولكن لمـ يكف أخي الأكبر من مآذاتي/مضايقتي .. فسعى جاهداً لإخفاق تلكـ اللقطات الجميلة التي حاولت أن ألتقطها..

وهذهـ كانت  أحدى تلكـ الصور التي أفسدتها أخي فما وجد إلا ويدهـ أمامـي لحظة ألتقاط الصورة.. كمـ هو شرير!

عندما أردنا البدء فِ السعي وجدنا أن الطابق السفلوي أكثر ازدحاماً من العلوي فلمـ يكن منا إلا أن نتجه نحو الطابق العلوي كي لا تشعر أمي بالضيق فهي تتعب من كثرة الازدحامـ.. شفاهـا الله وأبقاها لنا..

فِ طريقي للصعود لمـ تكف يدي عن التقاط الصور.. فأنا أعشق تلكـ المناظر الروحانية التي أجد فيها جميع المسلمين يرتادون بيت الله  لعبادتهـ والخضوع له..

فكلنا واحد لا فرق بين أحد ولا يستحقر أحد منّا الآخر.. كلنا نتفرغ للتضرع لربنا سبحانهـ

صعدنا للطابق العلوى لإنهاء مناسكـ العمرهـ وأداء الأشواط السبعة.. كانت لحظات رائعة حاولت فيها أن لا أنسى أحد من الدعاء حتى بت أن أنسى نفسي..

أعتقد أني لمـ أنسى أحدا .. فدعوت لوطني وأهلي وأقاربي وأصدقائي بل وحتى أعدائي.. كلٌ أخذ نصيبهـ من وقتي ..وكلٌ على قدر محبتي وكرهي لهـ .. هداني الله وإياكمـ

أسأل الله أن يتقبل منّا عمرتنا ويجيب دعاءنا..  وأن يجزي أخي عنا خير الجزاء فقد أمتعنا فِ الطريق وأثناء أداء العمرهـ .. وحتى لو لمـ يفعل فيكفي أنهـ أعاننا على أداء العمرهـ

6 تعليقات على “5 [ربيع ثاني] لحظات احتياج~

    • فديت الزعلان والله
      ان ششاء الله نهاية الأسبوع نروح ثاني .. ي رب 🙂
      ع فكرة انت الحلو ورح أحط صوركـ قريب 😀

    • آميين ي رب .. ربي يووصلكـ ي رب ويحقق لكـ حلمكـ ي رب
      وان شاء الله أكون هناكـ عشان أبسرش 😀

اترك رداً على سماح إلغاء الرد